المَبحثُ الثَّالثُ: الإنشادُ في الأعراسِ

img

Administrator

Share

Category :

Language : Arabic

Views : 0

الاضافة للمفضلة : 0

يجوزُ إنشادُ الشِّعرِ الخالي مِنَ الهَجوِ، والفُحشِ، والكَذِبِ، والمعازِفِ، وذلك باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّةِ، والمالِكيَّةِ، والشَّافِعيَّةِ، والحَنابِلةِ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ
قَولُه تعالى: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا [الشعراء: 224- 227]
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الشِّعرَ لا يضُرُّ مَن آمنَ وعَمِلَ صالِحًا وقال حَقًّا، وأنَّه كالكلامِ المنثورِ؛ يؤجَرُ منه المرءُ على ما يُؤجَرُ منه، ويُكرَهُ له منه ما يُكرَهُ منه
ثانيًا: مِنَ السُّنَّة
1- عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ، وكان معه غلامٌ له أسوَدُ يقالُ له أنجَشةُ، يَحدو، فقال له رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: وَيحَكَ يا أنجَشةُ! رُوَيدَكَ بالقَواريرِ ))
2- عن سَلَمةَ بنِ الأكوَعِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((خرَجْنا مع رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى خَيبَرَ، فتَسيَّرنا ليلًا، فقال رجلٌ مِن القَومِ لعامِرِ بنِ الأكوَعِ: ألا تُسمِعُنا مِن هُنَيْهاتِكَ، وكان عامِرٌ رجُلًا شاعِرًا، فنزَلَ يحدو بالقَومِ، يقولُ: اللَّهمَّ لولا أنت ما اهتَدَينا، ولا تصَدَّقْنا ولا صَلَّينا؛ فاغفِرْ فِداءً لك ما اقتَفَينا، وثَبِّتِ الأقدامَ إن لاقَينا، وألقِيَنْ سَكينةً علينا، إنَّا إذا صِيحَ بنا أتَينا، وبالصِّياحِ عوَّلوا علينا. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: مَن هذا السَّائِقُ؟! قالوا: عامِرٌ، قال: يَرحَمُه اللهُ! فقال رجُلٌ مِن القَومِ: وجَبَت يا رَسولَ اللهِ، لولا أمتَعْتَنا به! ))
وَجهُ الدَّلالةِ مِن الحَديثَينِ:
الحديثانِ فيهما جوازُ الحُدَاءِ بالرَّجَزِ والشِّعرِ، وأنَّ الرَّسولَ صلَّى الله عليه وسلَّم قد سَمِعَه وأقَرَّه، ولم يُنكِرْه
ثالثًا: لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان له شُعراءُ يُصغي إليهم، منهم حَسَّانُ بنُ ثابتٍ، وعبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ