الطريقة المثلى لعرض الإسلام على غير المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بهداه. أما بعد، فإن الدعوة إلى الله تعالى تحمل أهمية بالغة، ويجب على الداعية أن يستشعر هذه الأهمية ويتبع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الإسلام.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراسل الملوك والأمراء، يدعوهم إلى الإسلام برسائل مختصرة تحمل جوهر الدعوة إلى التوحيد والإيمان بالله ورسوله. ومن هذا المنطلق، ينبغي على الداعية أن يركز على الأصول والكليات في دعوته، مبتعدًا عن التفاصيل المعقدة التي قد تشتت الذهن.
يجب على الداعية أن يبشر ولا ينفر، وأن ييسر ولا يعسر، مظهرًا محاسن الدين الإسلامي وجماله في تحقيق التواصل المباشر بين العبد وربه، وفي تقديم نظام المغفرة الذي يعتمد على التوبة والاستغفار دون الحاجة إلى وسائط.
عند الحديث مع غير المسلمين، ينبغي التركيز على مفهوم الإله وربوبيته، وعلى دلائل وجوده، وعلى أهمية الوحي وإرسال الرسل. كما يجب توضيح مفهوم الإسلام والبينات التي تثبت صدق الرسل، والإشارة إلى القرآن الكريم ككتاب من عند الله، وتبيان الجزاء في الآخرة من جنة ونار.
يجدر بالداعية أن يبين للناس أن الدين الإسلامي يجيب عن الأسئلة الوجودية الكبرى، وأنه يقدم حلولًا لمشاكل الحياة الدنيوية والأخروية. وينبغي أن يشير إلى الآثار السلبية للانحلال والإلحاد، وكيف أن الإسلام يحفظ العقل والبدن والعرض والروح.
في الختام، يجب على الداعية أن يتحدث بثقة وقوة، مؤكدًا على أن الإسلام دين عظيم يمكن أن يحل الكثير من مشاكل البشرية إذا ما التزموا به، وأن السعادة الحقيقية تكمن في اتباع هدى الخالق سبحانه وتعالى.