الصبر
المؤمنُ الَّذي يخالطُ النَّاسَ ويصبرُ على أذاهم أعظمُ
أجرًا منَ المؤمنِ الَّذي لاَ يخالطُ النَّاسَ ولاَ يصبرُ على أذاهم.
كان رسولُ
اللهِ r
يبيتُ اللَّيالي المتتابعةَ طاويًا وأهلُه لا يجدونَ العشاءَ وكان عامَّةُ خبزِهم
خبزَ الشَّعيرِ.
قَالَ رسولُ اللهr: “إنَّ الله U، قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عبدي بحَبيبتَيه فَصَبرَ عَوَّضتُهُ
مِنْهُمَا الجَنَّةَ." يريد عينيه.
لقد أُخِفتُ في اللَّهِ وما يُخافُ
أحدٌ. ولقد أوذيتُ في اللَّهِ وما يُؤذى أحدٌ . ولقد أتت عليَّ ثلاثونَ من بينِ
يومٍ وليلةٍ وما لي ولبلالٍ طعامٌ يأْكلُهُ ذو كبدٍ إلاَّ شيءٌ يواريهِ إبطُ
بلالٍ.
ذَكَرَ
عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ t،
مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأيْتُ رسول الله r
يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلأ بِهِ بَطْنَهُ.
عن عائشة
رضي الله عنها، قالت: تُوفي رسول الله r،
وَمَا في بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلاَّ شَطْرُ شَعِيرٍ في
رَفٍّ لي، فَأكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ.
عن أبي سَعيد الخدري رضي الله عنه: أَنَّ نَاساً مِنَ الأَنْصَارِ
سَألوا رسولَ الله r
فَأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَألوهُ فَأعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِندَهُ، فَقَالَ
لَهُمْ حِينَ أنْفْقَ كُلَّ شَيءٍ بِيَدِهِ: „مَا يَكُنْ عِنْدي مِنْ خَيْر فَلَنْ
أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ
يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ. وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ
عَطَاءً خَيْراً وَأوْسَعَ مِنَ الصَّبْر
وعن عبدِ الله بنِ مسعودٍ t، قَالَ:
كَأَنِّي أنْظُرُ إِلَى رسولِ الله r يَحْكِي
نَبِيّاً مِنَ الأَنْبِياءِ، صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهمْ، ضَرَبه قَوْمُهُ
فَأدْمَوهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، يَقُولُ: „اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِقَومي، فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمونَ.“
مَا يُصيبُ المُسْلِمَ مِنْ
نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حَزَنٍ، وَلاَ أذَىً، وَلاَ غَمٍّ،
حَتَّى الشَّوكَةُ يُشَاكُهَا إلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَاياهُ.