خطبة الجمعة: الإيمان ورفض الخرافات
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس، إن من الأمور التي يجب علينا الحذر منها والابتعاد عنها، الخرافات والأوهام التي لا أساس لها من الصحة، والتي كانت منتشرة في الجاهلية وقد جاء الإسلام ليبطلها ويقضي عليها.
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد". هذا الحديث يبين لنا أن الأمراض لا تنتقل بذاتها بل بإذن الله، وأن التشاؤم والتطير ليس من شأن المسلم الذي يتوكل على الله ويعلم أن كل شيء بقضائه وقدره.
والهامة التي ذكرت في الحديث، هي اعتقاد باطل كان يظن به العرب أن هناك صوتاً يخرج من قبر القتيل، وأما الصفر فقد كانوا يتشاءمون به، وكل هذه الأمور لا أساس لها في الشريعة الإسلامية.
إن الإسلام جاء ليعلمنا أن نعتمد على الله وحده، وأن نتخذ الأسباب دون أن نعلق قلوبنا بغير الله، وأن نبتعد عن كل ما يضلل العقل ويشوش الفكر.
فلنتأمل في حياتنا، كم من المرات التي قد نقع فيها في فخ التشاؤم أو الاعتقاد بالخرافات دون أن نشعر؟ لنحرص على تطهير قلوبنا وعقولنا من هذه الشوائب، ولنعلم أن الخير والشر بيد الله وحده.
أيها المسلمون، لنأخذ بالأسباب الشرعية في الوقاية من الأمراض والأوبئة، ولنتبع الإرشادات النبوية في التعامل مع المرضى، ولكن دون أن نقع في الغلو أو الإفراط في الخوف من المرض، فالتوكل على الله هو سلاح المؤمن.
أسأل الله تعالى أن يعيذنا من الخرافات والأوهام، وأن يثبت أقدامنا على الصراط المستقيم، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وأصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان، واحفظنا بحفظك الذي لا يضام، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.