البلاء والصبر في حياة المؤمن
إن البلاء سنة من سنن الحياة، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أشد الناس بلاءً هم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل. ولقد بُلي الأنبياء بأنواع الابتلاءات والمحن، وكانوا في ذلك أسوة حسنة لنا في الصبر والاحتساب.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يبتلى على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على قدر ذلك. وهذا يعني أن الابتلاء يأتي متناسبًا مع قوة إيمان العبد وتمسكه بدينه.
ويستمر البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة، فالمصائب والشدائد تكفر الذنوب وترفع الدرجات. وقد أشار ابن مسعود رضي الله عنه إلى شدة بلاء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان يعاني من الألم مضاعفًا، وذلك لحكمة بالغة وأجر عظيم ينتظره.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن المسلم إذا أصابه أذى من مرض أو غيره، فإن الله يحط به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. وهذا يعني أن الابتلاءات والمحن في حياة المؤمن هي وسيلة لتطهيره من الذنوب ورفعته في الدرجات.
وقد أوضح السلف الصالح أن الابتلاء طريق الأنبياء وأن الله بنى للأخيار بيوتًا سماؤها الهموم والأحزان وحيطانها الضر، وأدخلهم فيها وأغلق بابها، وقال لهم إن مفتاح بابكم هو الصبر. فالصبر مفتاح الفرج والتخفيف من البلاء، وبه ينال المؤمن الأجر والثواب العظيم من ربه.