الرد على الشبهات حول القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذا العرض سنتناول الرد على بعض الشبهات التي تُثار حول القرآن الكريم، وخاصةً تلك المتعلقة باللغة العربية وقواعدها.
أولاً، يُثار السؤال حول استخدام الجمع في قوله تعالى "هذان خصمان اختصموا في ربهم"، حيث يُعتقد أنه ينبغي استخدام المثنى "اختصما" بدلاً من الجمع "اختصموا". لكن الحقيقة أن الآية تتحدث عن مجموعتين من الناس وليس عن شخصين فقط، حيث يمثل كل "خصم" جماعة من الناس، ولذلك فإن استخدام الجمع هو الأنسب لغويًا.
ثانيًا، لقد أجمع علماء اللغة العربية على فصاحة القرآن وخلوه من الأخطاء اللغوية، ولم يستطع أحد من القريشيين الذين كانوا أهل اللغة والفصاحة أن يجدوا خطأً واحدًا فيه، فكيف يُمكن لمن لا يميز بين الفتحة والكسرة أن يدعي وجود أخطاء فيه؟
ثالثًا، إذا نظرنا إلى سبب نزول الآية، سنجد أن كل "خصم" كان يمثل مجموعة من الناس، وهذا يُعزز الاستخدام الصحيح للجمع في الآية. وقد ورد في تفسير الطبري أن الآية نزلت في ستة من قريش، ثلاثة من المؤمنين وثلاثة من المشركين.
رابعًا، الآية نفسها تحمل الدليل على صحة استخدام الجمع، حيث يُقال "فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار"، مستخدمًا الجمع "الذين كفروا" للإشارة إلى مجموعة الكفار.
خامسًا، استخدام هذا الأسلوب ليس جديدًا في القرآن، فقد ورد في آيات أخرى مثل "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا"، حيث يُشار إلى كل طائفة وهي تضم عددًا من الناس.
سادسًا، كلمة "خصم" في اللغة العربية يمكن أن تُستخدم للمفرد والمثنى والجمع، وهذا يُؤكد على سلامة الاستخدام في الآية.
سابعًا، كتب اللغة العربية مثل "لسان العرب" تُؤكد على أن كلمة "خصم" يمكن أن تُستخدم للإشارة إلى الاثنين والجمع والمؤنث.
ثامنًا، لو كان القرآن يحتوي على أخطاء لغوية، لما آمن به الصحابة الذين كانوا عربًا أقحاحًا، ولما سكت المشركون عنه. بل إن المشركين أنفسهم قد أثنوا على القرآن ووصفوه بأن له حلاوة وطلاوة.
في الختام، أدعو الجميع إلى التعاون على البر والتقوى ونشر الحق، وأن يكون لكل منا دور في الدفاع عن القرآن الكريم وتوضيح الحقائق. ولا تنسوا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والاشتراك في القناة للمزيد من الردود على الشبهات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.